كنوز الشكر
الجمعة مارس 28, 2014 7:19 am
إنْ‘ العْ‘ـلآإجْ‘ لڪَ‘ـثيُر مَنْ‘ مشّآڪَلنْا الإيمآنيةةُ ڪالفَ‘ـتۈر ۈالانتڪَآسَ‘ ۈالتَ‘ـردْد ۈالتذبذبِ ۈتخْ‘ـطف الفَ‘ـتنْ‘ ، يتمْ‘ـثلّ فيَ‘ شڪَر نعمةةُ الله عْ‘ـزۈجلِ
.. ۈللشّڪَر مقآمْ‘ عْ‘ـظَيمْ‘ يغْ‘ـفلّ عنهُ الڪَ‘ـثيًر، ۈلآإ يقۈم بهٌ إلا القْ‘ـليلِ .. ۈۈالله إنهُ لسّببْ ڪَل خْ‘ـير ، فالنعْ‘ـمْ‘ تزيْد بالشّڪ‘ـر ۈتُحفْظ مَنْ‘ الزۈالّ بالشّڪر ،
ۈهۈ الغآيةةُ مّنْ‘ الخ‘ـلَقْ ..
قآلّ تعْآلى‘ {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]
•°
ۈمقام الشڪر جامع لجميع مقامات الإيمان ۈلذلك ڪان أرفعها ۈأعلاها ۈهۈ فۈق الرضا
ۈهۈ يتضمن الصبر من غير عڪس ۈيتضمن التۈڪل والإنابة والحب والإخبات ۈالخشۈع ۈالرجاء
فجميع المقامات مندرجة فيه لا يستحق صاحبه اسمه على الإطلاق إلا باستجماع المقامات له
ولهذا ڪان الإيمان نصفين نصف صبر ونصف شڪر والصبر داخل في الشڪر
فرجع الإيمان ڪله شڪرا والشاڪرون هم أقل العباد ڪما
قآل تعْ‘ـالى‘ {وقليل من عبادي الشكور}
...
لما ڪان الشڪر له منزلة عظيمة في حياة المسلم فقد عرفه العلماء بتعريفات متقاربة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يعرف الشڪر :: " قيل : حده :: لاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع
وقيل : الثناء على المحسن بذڪر إحسانه
وقيل :: هو عڪوف القلب على محبة المنعم والجوارح على طاعته وجريان اللسان بذڪره والثناء عليه
وقيل :: هو مشاهدة المنة وحفظ الحرمة
الأدْلةةُ منْ‘ الڪ‘ـتَابِ ::
قال تعالى: ) وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (لقمان:12)
•°
1) الاعْ‘ـتَرآفَ بالنعْ‘ـم‘ باطنًا ..
هي الشڪر لله سبحانه على نعمة التوحيد وغيرها من النعم من أعظم الواجبات وأفضل القربات ،
وهو يڪون بقلبك محبة لله وتعظيما له ومحبة فيه وموالاة فيه . . .
شوقا إلى لقائه وجناته ،
فهو سبحانه العالي فوق خلقه والمستوي على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته ،
-من الشڪر بالقلب لله أيضا محبة المؤمنين والمرسلين وتصديقهم فيما جاءوا به
ولا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ،
ڪما
قال سبحانه : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }
-ومن الشڪر بالقلب أيضا أن تعتقد جازما أن العبادة حق لله وحده ولا يستحقها أحد سواه .
-من الشڪر لله بالقلب الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه
وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك .
-من ذلك الإخلاص له والإڪثار من التسبيح والتحميد والتڪبير .
-من الشڪر بالقلب الإخلاص لله ومحبته والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشڪر
لله سبب للمزيد من النعم ڪما
قال سبحانه : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )
ومعنى تأذن : يعني أعلم عباده بذلك وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن ڪفروا فعذابه شديد ،
ومن عذابه أن يسلبهم النعمة ، ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض
وبعد الخصب الجدب
وبعد الأمن الخوف وبعد الإسلام الڪفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية .
2) التحْ‘ـدَثِ بها ظَاهْ‘ـرًا ..
هو الثناء باللسان وتڪرار النطق بنعم الله والتحدث بها والثناء على الله
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الشڪر يڪون باللسان والقلب والعمل
. وهڪذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان
3) تصَريفَ‘ـها فىَ‘ طَاعْ‘ـةةُ الله
وهو الشڪر بالعمل . . . بعمل الجوارح والقلب؛
ومن عمل الجوارح أداء الفرائض والمحافظة عليها ڪالصلاة والصيام
والزڪاة وحج بيت الله الحرام
والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال ڪما
قال تعالى: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } الآية .
فمن شڪر الله عز وجل أن تستقيم على أمره وتحافظ على شڪره حتى يزيدك من نعمه ،
فإذا أبيت إلا ڪفران نعمه ومعصية أمره فإنك تتعرض بذلڪ لعذابه وغضبه
، وعذابه أنواع ؛ بعضه في الدنيا وبعضه في الآخرة
وتمام الشُڪر بالعجز عن الشڪر .. كما قال موسى عليه السلام "يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلڪ ،
وإن أنا تصدقت فمن قبلڪ ، وإن أنا بلغت رسالاتڪ فمن قبلك، فڪيف أشڪرك ؟" ..
فقال الله تعالى لموسى : الآن شڪرتني .
فعليك أن تُعدِد نعم الله عليڪ حتى تستشعرها .
قال تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ..} [النحل: 18]
الشڪر يرى أن ڪل شىء من حوله نعمة، فڪم من نعمة حولڪ ؟؟
•°
1) الدآفَعْ‘ المتجْ‘ـدَد فىَ‘ الطرَيقِ إلى‘ الله ..
قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}
[الإنسان: 3] ..
فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديڪ الطاقة المتجددة إلا بـالشڪر
.. العبد الشاڪر الذي يشعر بقيمة النِّعمة طوال الوقت،
هو الذي سيڪون عنده طاقة متجددة دائمًا ليسعى فى ڪل خير .. أما الجاحد
فلا يُقدِّر نعمة الله عليه، مما يؤدي إلى إنقطاعها عنه.
2) العْ‘ـمَل الوُحْ‘ـيد الذْيً أطلَقِ الله جْ‘ـزآءهْ دوُنِ مشّيئةةُ ..
فجزاء أي عمل من الأعمال يترتب على مشيئة الله سبحانه وتعالى،
إلا الشڪر فجزاءه يڪون في الحال ..
قال تعالى {.. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] ..
ولم يقل الله "إن شاء"،
فلو شڪرت ستحصل على الجزاء فى الحال .. فسبحان الله الشڪور
3) سّببِ رضَ‘ـوُآنْ‘ الله ..
قال تعالى
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر:7]
.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأڪل الأڪلة فيحمده عليه أو
يشرب الشربة فيحمده عليها" [رواه مسلم] ..
فالهج دائمًا ب"الحمد لله" ولڪن من قلبڪ ..
فالحمد يُرضي الله عز وجل عنڪ ، ورضاه يؤدي إلي سعادتڪ في الدنيا وتمتُعَڪ بالنعيم الذي
ما بعده نعيم ورؤية الله عز وجل في الجنة .
4) يُبلِّغْڪ دْرَج‘ـةةُ المحْ‘ـبةةُ
.. استشعارك لنِعم الله عليك وتعدديها،
سيزرع حب الله في قلبڪ .. فالله قد جبل النفوس على حُب من أحسن إليها.
5) يحْ‘ـفظَڪ مَنْ‘ العْ‘ـذآبُ فيَ‘ الدْنيَا والآخْ‘ـرةةُ .
. قال الله تعالى {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء:147]..
فالله سبحانه وتعالى لن يُعذبك طالما قد شڪرت نعمته وآمنت به،
بل وسيشڪرڪ الله عز وجل على خطواتڪ التي تخطوها في طريقه ... وقد قدم الشُڪر على الإيمان
، لإنڪ لن توفق للإيمان بدون شڪر .
6) يُعالجڪ من الانتڪاس والفتور ..
قال الله تعالى {.. وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران:144]
.. فلو شڪرت لن تنقلب ولن تكون مترددًا.
7) أمآنْ‘ مَنْ‘ ڪ‘ـيُد الشّيطَانْ‘
... أخبر سبحانه وتعالى أن من مقاصد إبليس أن يمنع العباد من الشڪر
{ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
[الأعراف:17] .. فكأنه ذكر الداء والدواء ..
الداء : هو جحود النعمة والدواء: هو الشڪر .. فالشڪر يحفظڪ من الشيطان.
•°
- المفَه‘ـوُم الأولّ ::
اعلم أنه لا يوجد تعارُض بين شڪر الله وشڪر الناس ..
لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً ...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لايشڪر الله من لايشڪر الناس"
وهناڪ فرق بين شڪر العبد وشڪر الرب ..
فشڪر الرب فيه خضوع وذل وعبودية،
أما شڪر الناس فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لڪ، وتدعو له وتُثني على ماقام به
- المفَه‘ـوُم الثآنَيَ‘ ::
التحدث بالنعم والحسد ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم "استعينوا على إنجاح الحوائج بالڪتمان فإن ڪل ذي نعمة محسود"
.. ولڪن هناڪ نِعم لا يمڪن أن يخفيها العبد
وقد بين الشرع الحڪيم الضوابط لهذا الأمر:
* الضَابطْ الأوُل ::
لا تڪتم النعمة وإن أسديتها فأظهر نعمة الله فيها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"
استحضر دائمًا فضل الله عليڪ وأن هذه النعمة لم تأتِ بحولڪ ولا قوتڪ ولا تقصد
بالتحدث بها أن تتميز على الناس ،
حتى يحفظڪ الله من ڪل حسد وابتلاء.
* الضَابطْ الاثآنيَ‘ ::
عدم الخيلاء والاسراف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ڪلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة"
- المفَه‘ـوُم الثآلثَ ::
استمتع واشڪر ..
قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
إذا منَّ الله عليڪ بنعمة من نعمه فتمتَّع بها
وقم بشڪره عليها وتصريفها في مرضاته ولا تُحرِم ما أحلّ الله.
•°
1- نقْصِ‘ الإيمْانَ‘ ::
لأن الشڪر نصف الإيمان , وزوال الشڪر أو نقصانه ينافي ڪمال الإيمان ,
ويترتب على ذلڪ أن يوصف تارڪ الشڪر بالڪفر لأن الڪفر والشڪر ضدان متقابلان ,
ولذلڪ لما أنعم الله على سليمان عليه السلام بنعم ڪثيرة
قال تعالى
(هذا من فضل ربي ليبلونيءأشكر أم أكفر )
والمراد بالڪفر
هنا :: ڪفر النعمه ( الڪفر العملي ) وليس الڪفر بالله الذي هو الجحود المنافي لأصل الإيمان .
2- رفعْ‘ النع‘ـمةةَ ونزوْلّ الع‘ـقوُبةةُ ::
وقد تڪون العقوبة في الدنيا ’أو في الآخرة ڪما يشاء الله ,
ولڪنه واقع , لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء , وكم من بلاد ڪانت عامرة بالخيرات , فلما
جحد أهلها النعم أزالها الله منهم .
قال تعالى
{ وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله
فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
قرية آمنة مطمئنة منعمة , سخرت هذه النعمة في المعصية ولم تسخرها في طاعة الله
ولم تؤد شڪرها ولم تقم بما يجب عليها من الشڪر ,
بل فسقت عن أمر ربها وڪفرت بنعمته , فأبدل الله أمنها خوفا ورغد عيش أهلها إلى
جوع وعطش وهو أحڪم الحاڪمين .
جاء عن الحسن البصري أنه قال (( إن الله إذا لم يشڪر قلب النعمة عذابا )) .
3- بقآءْ‘ النعْ‘ـمةةُ معْ‘ زوْآلّ برڪَتهْا ::
أو سحق آثارها في الشعوب والأمم والأسر ونقصان البركة
يكون بمقدار نقصان الشكر والجزاء من جنس العمل .
.. ۈللشّڪَر مقآمْ‘ عْ‘ـظَيمْ‘ يغْ‘ـفلّ عنهُ الڪَ‘ـثيًر، ۈلآإ يقۈم بهٌ إلا القْ‘ـليلِ .. ۈۈالله إنهُ لسّببْ ڪَل خْ‘ـير ، فالنعْ‘ـمْ‘ تزيْد بالشّڪ‘ـر ۈتُحفْظ مَنْ‘ الزۈالّ بالشّڪر ،
ۈهۈ الغآيةةُ مّنْ‘ الخ‘ـلَقْ ..
قآلّ تعْآلى‘ {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]
•°
ۈمقام الشڪر جامع لجميع مقامات الإيمان ۈلذلك ڪان أرفعها ۈأعلاها ۈهۈ فۈق الرضا
ۈهۈ يتضمن الصبر من غير عڪس ۈيتضمن التۈڪل والإنابة والحب والإخبات ۈالخشۈع ۈالرجاء
فجميع المقامات مندرجة فيه لا يستحق صاحبه اسمه على الإطلاق إلا باستجماع المقامات له
ولهذا ڪان الإيمان نصفين نصف صبر ونصف شڪر والصبر داخل في الشڪر
فرجع الإيمان ڪله شڪرا والشاڪرون هم أقل العباد ڪما
قآل تعْ‘ـالى‘ {وقليل من عبادي الشكور}
...
لما ڪان الشڪر له منزلة عظيمة في حياة المسلم فقد عرفه العلماء بتعريفات متقاربة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يعرف الشڪر :: " قيل : حده :: لاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع
وقيل : الثناء على المحسن بذڪر إحسانه
وقيل :: هو عڪوف القلب على محبة المنعم والجوارح على طاعته وجريان اللسان بذڪره والثناء عليه
وقيل :: هو مشاهدة المنة وحفظ الحرمة
الأدْلةةُ منْ‘ الڪ‘ـتَابِ ::
قال تعالى: ) وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (لقمان:12)
•°
1) الاعْ‘ـتَرآفَ بالنعْ‘ـم‘ باطنًا ..
هي الشڪر لله سبحانه على نعمة التوحيد وغيرها من النعم من أعظم الواجبات وأفضل القربات ،
وهو يڪون بقلبك محبة لله وتعظيما له ومحبة فيه وموالاة فيه . . .
شوقا إلى لقائه وجناته ،
فهو سبحانه العالي فوق خلقه والمستوي على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته ،
-من الشڪر بالقلب لله أيضا محبة المؤمنين والمرسلين وتصديقهم فيما جاءوا به
ولا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ،
ڪما
قال سبحانه : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }
-ومن الشڪر بالقلب أيضا أن تعتقد جازما أن العبادة حق لله وحده ولا يستحقها أحد سواه .
-من الشڪر لله بالقلب الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه
وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك .
-من ذلك الإخلاص له والإڪثار من التسبيح والتحميد والتڪبير .
-من الشڪر بالقلب الإخلاص لله ومحبته والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشڪر
لله سبب للمزيد من النعم ڪما
قال سبحانه : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )
ومعنى تأذن : يعني أعلم عباده بذلك وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن ڪفروا فعذابه شديد ،
ومن عذابه أن يسلبهم النعمة ، ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض
وبعد الخصب الجدب
وبعد الأمن الخوف وبعد الإسلام الڪفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية .
2) التحْ‘ـدَثِ بها ظَاهْ‘ـرًا ..
هو الثناء باللسان وتڪرار النطق بنعم الله والتحدث بها والثناء على الله
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الشڪر يڪون باللسان والقلب والعمل
. وهڪذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان
3) تصَريفَ‘ـها فىَ‘ طَاعْ‘ـةةُ الله
وهو الشڪر بالعمل . . . بعمل الجوارح والقلب؛
ومن عمل الجوارح أداء الفرائض والمحافظة عليها ڪالصلاة والصيام
والزڪاة وحج بيت الله الحرام
والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال ڪما
قال تعالى: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } الآية .
فمن شڪر الله عز وجل أن تستقيم على أمره وتحافظ على شڪره حتى يزيدك من نعمه ،
فإذا أبيت إلا ڪفران نعمه ومعصية أمره فإنك تتعرض بذلڪ لعذابه وغضبه
، وعذابه أنواع ؛ بعضه في الدنيا وبعضه في الآخرة
وتمام الشُڪر بالعجز عن الشڪر .. كما قال موسى عليه السلام "يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلڪ ،
وإن أنا تصدقت فمن قبلڪ ، وإن أنا بلغت رسالاتڪ فمن قبلك، فڪيف أشڪرك ؟" ..
فقال الله تعالى لموسى : الآن شڪرتني .
فعليك أن تُعدِد نعم الله عليڪ حتى تستشعرها .
قال تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ..} [النحل: 18]
الشڪر يرى أن ڪل شىء من حوله نعمة، فڪم من نعمة حولڪ ؟؟
•°
1) الدآفَعْ‘ المتجْ‘ـدَد فىَ‘ الطرَيقِ إلى‘ الله ..
قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}
[الإنسان: 3] ..
فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديڪ الطاقة المتجددة إلا بـالشڪر
.. العبد الشاڪر الذي يشعر بقيمة النِّعمة طوال الوقت،
هو الذي سيڪون عنده طاقة متجددة دائمًا ليسعى فى ڪل خير .. أما الجاحد
فلا يُقدِّر نعمة الله عليه، مما يؤدي إلى إنقطاعها عنه.
2) العْ‘ـمَل الوُحْ‘ـيد الذْيً أطلَقِ الله جْ‘ـزآءهْ دوُنِ مشّيئةةُ ..
فجزاء أي عمل من الأعمال يترتب على مشيئة الله سبحانه وتعالى،
إلا الشڪر فجزاءه يڪون في الحال ..
قال تعالى {.. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] ..
ولم يقل الله "إن شاء"،
فلو شڪرت ستحصل على الجزاء فى الحال .. فسبحان الله الشڪور
3) سّببِ رضَ‘ـوُآنْ‘ الله ..
قال تعالى
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر:7]
.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأڪل الأڪلة فيحمده عليه أو
يشرب الشربة فيحمده عليها" [رواه مسلم] ..
فالهج دائمًا ب"الحمد لله" ولڪن من قلبڪ ..
فالحمد يُرضي الله عز وجل عنڪ ، ورضاه يؤدي إلي سعادتڪ في الدنيا وتمتُعَڪ بالنعيم الذي
ما بعده نعيم ورؤية الله عز وجل في الجنة .
4) يُبلِّغْڪ دْرَج‘ـةةُ المحْ‘ـبةةُ
.. استشعارك لنِعم الله عليك وتعدديها،
سيزرع حب الله في قلبڪ .. فالله قد جبل النفوس على حُب من أحسن إليها.
5) يحْ‘ـفظَڪ مَنْ‘ العْ‘ـذآبُ فيَ‘ الدْنيَا والآخْ‘ـرةةُ .
. قال الله تعالى {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء:147]..
فالله سبحانه وتعالى لن يُعذبك طالما قد شڪرت نعمته وآمنت به،
بل وسيشڪرڪ الله عز وجل على خطواتڪ التي تخطوها في طريقه ... وقد قدم الشُڪر على الإيمان
، لإنڪ لن توفق للإيمان بدون شڪر .
6) يُعالجڪ من الانتڪاس والفتور ..
قال الله تعالى {.. وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران:144]
.. فلو شڪرت لن تنقلب ولن تكون مترددًا.
7) أمآنْ‘ مَنْ‘ ڪ‘ـيُد الشّيطَانْ‘
... أخبر سبحانه وتعالى أن من مقاصد إبليس أن يمنع العباد من الشڪر
{ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
[الأعراف:17] .. فكأنه ذكر الداء والدواء ..
الداء : هو جحود النعمة والدواء: هو الشڪر .. فالشڪر يحفظڪ من الشيطان.
•°
- المفَه‘ـوُم الأولّ ::
اعلم أنه لا يوجد تعارُض بين شڪر الله وشڪر الناس ..
لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً ...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لايشڪر الله من لايشڪر الناس"
وهناڪ فرق بين شڪر العبد وشڪر الرب ..
فشڪر الرب فيه خضوع وذل وعبودية،
أما شڪر الناس فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لڪ، وتدعو له وتُثني على ماقام به
- المفَه‘ـوُم الثآنَيَ‘ ::
التحدث بالنعم والحسد ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم "استعينوا على إنجاح الحوائج بالڪتمان فإن ڪل ذي نعمة محسود"
.. ولڪن هناڪ نِعم لا يمڪن أن يخفيها العبد
وقد بين الشرع الحڪيم الضوابط لهذا الأمر:
* الضَابطْ الأوُل ::
لا تڪتم النعمة وإن أسديتها فأظهر نعمة الله فيها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"
استحضر دائمًا فضل الله عليڪ وأن هذه النعمة لم تأتِ بحولڪ ولا قوتڪ ولا تقصد
بالتحدث بها أن تتميز على الناس ،
حتى يحفظڪ الله من ڪل حسد وابتلاء.
* الضَابطْ الاثآنيَ‘ ::
عدم الخيلاء والاسراف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ڪلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة"
- المفَه‘ـوُم الثآلثَ ::
استمتع واشڪر ..
قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
إذا منَّ الله عليڪ بنعمة من نعمه فتمتَّع بها
وقم بشڪره عليها وتصريفها في مرضاته ولا تُحرِم ما أحلّ الله.
•°
1- نقْصِ‘ الإيمْانَ‘ ::
لأن الشڪر نصف الإيمان , وزوال الشڪر أو نقصانه ينافي ڪمال الإيمان ,
ويترتب على ذلڪ أن يوصف تارڪ الشڪر بالڪفر لأن الڪفر والشڪر ضدان متقابلان ,
ولذلڪ لما أنعم الله على سليمان عليه السلام بنعم ڪثيرة
قال تعالى
(هذا من فضل ربي ليبلونيءأشكر أم أكفر )
والمراد بالڪفر
هنا :: ڪفر النعمه ( الڪفر العملي ) وليس الڪفر بالله الذي هو الجحود المنافي لأصل الإيمان .
2- رفعْ‘ النع‘ـمةةَ ونزوْلّ الع‘ـقوُبةةُ ::
وقد تڪون العقوبة في الدنيا ’أو في الآخرة ڪما يشاء الله ,
ولڪنه واقع , لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء , وكم من بلاد ڪانت عامرة بالخيرات , فلما
جحد أهلها النعم أزالها الله منهم .
قال تعالى
{ وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله
فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
قرية آمنة مطمئنة منعمة , سخرت هذه النعمة في المعصية ولم تسخرها في طاعة الله
ولم تؤد شڪرها ولم تقم بما يجب عليها من الشڪر ,
بل فسقت عن أمر ربها وڪفرت بنعمته , فأبدل الله أمنها خوفا ورغد عيش أهلها إلى
جوع وعطش وهو أحڪم الحاڪمين .
جاء عن الحسن البصري أنه قال (( إن الله إذا لم يشڪر قلب النعمة عذابا )) .
3- بقآءْ‘ النعْ‘ـمةةُ معْ‘ زوْآلّ برڪَتهْا ::
أو سحق آثارها في الشعوب والأمم والأسر ونقصان البركة
يكون بمقدار نقصان الشكر والجزاء من جنس العمل .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى