منتدى انسجام
مرحبا بك فى المنتدى اذا كانت هذه اول زيارة لك برجاء التسجيل لتتمكن من لتتمكن من انشاء المواضيع و محادثة الاعضاء و الحصول على المزيد من الصلاحيات

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى انسجام
مرحبا بك فى المنتدى اذا كانت هذه اول زيارة لك برجاء التسجيل لتتمكن من لتتمكن من انشاء المواضيع و محادثة الاعضاء و الحصول على المزيد من الصلاحيات
منتدى انسجام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
منتدى انسجام
منتدى انسجام
Admin
عدد المساهمات : 129
نقاط : 408
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/07/2012
العمر : 44
الموقع : مصر
https://ensegam.forumegypt.net/googlead30543246aa9474.html

القلب السليم Empty القلب السليم

الجمعة مارس 28, 2014 7:03 am
السلام عليكم ورحمة الله


يقول ابن القيم رحمه الله تعالى

والله ما طابت الدنيا إلا بطاعته ولا الجنة إلا برؤيته
كل عضو من اعضاء البدن خلق لفعل خاص به، كماله في حصول ذلك الفعل منه،
ومرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خُلق له حتى لا يقوى على الاتيان به.
فمرض اليد : ان يتعذر عليها البطش
ومرض العين : أن يتعذر عليها النظر والابصار
ومرض اللسان : ان يتعذر عليه النطق
ومرض البدن : ان يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها
أما مرض القلب : فهو ان يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه والانابة اليه وإيثار ذلك على كل شهوة، فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئاً ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق اليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذةٍ ولا نعيم ولا قرة عين.
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يُعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته واسبابها بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح والآثام ولا يوجعه جهله بالحق، فإن القلب اذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه وتألم بجهله بالحق بحسب نمط حياته.
ومن علامات امراض القلب عدولها عن الاغذية النافعة الموافقة لها الى الاغذية الضارة وعدولها عن دوائها النافع الى دائها الضار.
فهنا اربعة امور: غذاء نافع ودواء شاف وغذاء ضار ودواء مهلك.
فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي
بينما القلب المريض بضد ذلك وأنفع الاغذية غذاء الايمان وانفع الأدوية دواء القرآن وكل منهما فيه الغذاء والدواء.
ومن علامات صحة القلب : ان يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة ويحل فيها حتى يبقى كأنه من اهلها وابنائها جاء الى هذه الدار غريباً يأخذ منها حاجته ويعود الى وطنه الاصلي كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وفيه زيادة ضعيفة (وَعُدّ نفسك من اهل القبور) صحيح البخاري.
وقال علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) : (ان الدنيا قد ترحّلت مدبرة وان الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل منهما بنون (اولاد) فكونوا من ابناء الآخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل).
وكلما صح القلب من مرضه ترحل الى الآخرة وقرب منها حتى يصير من اهلها وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من اهلها.
قال اهل الصلاح : (مساكين اهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا اطيب ما فيها قيل: وما اطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والانس به والشوق الى لقائه والتنعم بذكره وطاعته).
وقال آخر : (والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته ولا الجنة الا برؤيته ومشاهدته).
وقال الوراق : ( حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت والعيش الهني هو الحياة مع الله لا غير).
وقال آخر : (من قُرت عينه بالله تعالى قُرت به كل عين ومن لم تُقرّ عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات) ومن سُرّ بخدمة الله سُرّت الاشياء كلها بخدمته.
ومن علامات صحة القلب : ان لا يفتر عن ذكر ربه ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره الا بمن يدلّه عليه ويذكره به.
ومن علامات صحة القلب : ان يشتاق الى خدمة الله كما يشتاق الجائع الى الطعام والشراب.
ومن علامات صحة القلب : اذا دخل في الصلاة ذهب عنه همّه وغمّه بالدنيا، وان يكون همه واحداً وان يكون في الله.
والخلاصة : فالقلب الصحيح هو الذي همه كله في الله وحبه كله له وقصده وبدنه واعماله ونومه ويقظته له والحديث عنه (اي عن الله) اشهى اليه من كل حديث وافكاره تحوم على مرضاة الله ومحبته وسكونه اليه وطمأنيته بذكره.
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد.




اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى